أخبار وتقارير

مصادر تكشف مخطط لإفراغ مدن حضرموت من قوات الأمن والجيش وتسليمها للجان الشعبية للزج بها في حروب مع القاعدة

يمنات – المكلا – خالد الكثيري

كشفت مصادر عسكرية خاصة من القيادات الجنوبية الرفيعة عن مخطط تقف خلفه قوى عسكرية متنفذة في السلطات اليمنية يهدف إلى ايجاد فراغ أمني في المدن والمناطق الحضرية في عموم محافظة حضرموت كبرى محافظات الجنوب مع التركيز على الافراط وتشديد القبضة العسكرية حول حقول ومنابع انتاج وتصدير النفط .

وأكدت المصادر التي فضلت عدم كشف اسمائها في تقرير نشرته صحيفة (صدى عدن) الأسبوعية في عددها الصادر الثلاثاء الماضي على ان ذلك المخطط يمضي نحو اغراق حضرموت بالحروب مع الجماعات التي يطلق عليها "انصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة، لافتة إلى ان أولى خيوط هذا المخطط قد بدأت بالفعل من مركز الاعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية وهي الوزارة التي تقع تحت سيطرة حزب تجمع الاصلاح اليمني ضمن المحاصصة في قوام ما تسمى "حكومة الوفاق" بموجب المبادرة الخليجية.

ونوهت المصادر إلى ان حزب الاصلاح اليمني الحامل لتوجه التيار الاسلامي "الإخوان المسلمون" في اليمن والذي يعد من أكبر الفرقاء المتصارعين على نظام صنعاء.

 وتنطلق هذه المصادر في تبرير ارتباط وزارة الداخلية بهذا المخطط الرامي إلى افراغ حضرموت أمنياً وتدبير الفرار للقوات اليمنية عن مدنها ومناطقها الحضرية واغراقها بالحروب والمواجهات مع ما تسمى جماعات "انصار الشريعة" إلى جانب ما هو شائع عن ارتباط هذه الجماعات بالجنرال علي محسن الأحمر والممهد لانطلاقتها في أولى حلقات ظهورها بحضرموت بالبيان الرسمي الصادر عن مركز الاعلام الأمني التابع للوزارة، والذي أشار إلى اعتزام القاعدة اقامة إمارة اسلامية في بلدة غيل باوزير، ومن ثمة اندلاع الحملة العسكرية المدعمة بالمجنزرات والمروحيات صوب منطقة المزارع بضواحي مدينة غيل با وزير من اللواء (27) ميكا. والذي يقوده مقرب من الواء محسن.

ولفتت المصادر إلى المخطط يهدف لمحاولة استدراج قوى الحراك الجنوبي باتجاه تشكيل ما تعرف باللجان الشعبية لتتولى حماية المدن والمناطق بحضرموت.

وطبقا للمصادر بدأت بالفعل بحسب كثير من الشواهد وقائع الفرار للجند والقوات الأمنية وهو ما سيضع تلك اللجان الشعبية (بحسب المصادر) في حالة مواجهة واصطدام مع عناصر وجماعات انصار الشريعة المفترضة، والتي سيترك لها خوض المواجهات معها في عموم المدن والمناطق السكنية بحضرموت على غرار محافظة أبين.  

إلى ذلك يؤكد سكان محليون ظهور عناصر أنصار الشريعة في الشوارع العامة بمدينة سيئون وهم يتجولون جهاراً نهاراً ويرتادون الأسواق العامة، ويقومون بتوزيع منشورات وكتيبات تروج لفكر القاعدة والتعريف بتنظيم انصار الشريعة.

وأشار سكان محليون أنهم شاهدوا تلك لعناصر بسياراتها الفخمة، ويترجل منها شباب ملثمون ينتشرون للقيام بتوزيع منشوراتهم، خاصة في جولة الشافعي التي تعد من أكثر الأماكن التي يتواجد فيها الناس في فترة المساء .

ونقل الزميل أمجد صبيح الاعلامي بمدينة تريم عن سكان محليين مشاهدتهم لشخص مجهول مثلم يقوم بتوزيع تلك المنشورات واقراص سي دي في شارع المستشفى وعند شقق باهاني بمدينة تريم.

واوضح صبيح ان قرص السي دي الواحد بعد الاطلاع على محتواه وجد متضمناً ثلاثة مواد دعوية معنونة بشكل رئيسي بحسب التسلسل التالي: (الحوثي – الصوفية – ربيع الشهداء) وتدعو الناس في مضمونها إلى هدم القبب و الاضرحة وإلى محاربة الصوفية والحوثيين.

ونوه صبيح إلى ان مشاهدته للمواد التي تضمنها قرص السي دي الآنفة الذكر تبدو من انتاج عناصر حزب الاصلاح الذين اشار إلى أن مدينة تريم عهدت عن عناصر هذا الحزب دوام الاصطياد في الماء العكر (حد تعبيره) لتحقيق اهداف باسم القاعدة وما يشابهها من السبل التي تحاول الانتساب لصفة الدعاوى الدينية.

خطيب الجمعة في ساحة الشهيد البر بمدينة تريم الشيخ عبد العزيز دعيس عرج في خطبته على ظهور من يسمون بأنصار الشريعة والقاعدة في حضرموت وتوزيع المنشورات والأقراص السي دي التي تروج لفكر القاعدة وتوجهاتها.

و أعتبر الشيخ دعيس هذه العناصر مجرد ادوات وكروت يستخدمها ما وصفه بـ (المحتل اليمني) لخلط الأوراق وترهيب ابناء المحافظات الجنوبية.

ويبدي المواطنون استغرابهم من ظهور هذه العناصر بشكل يبدو متزامناً مع الحركة النشطة للانتشار الأمني والعسكري غير المسبوق ومع ما تبدو واضحة من حملة التعزيزات العسكرية الكبيرة التي تشهدها معظم المدن اضافة إلى الانباء التي تسجل حركة متواصلة من وصول التعزيزات للجيش اليمني والتحركات النشطة لكتائبه المدرعة من دبابات و مصفحات وحاملات جند أحدثها شوهدت متجهة إلى معسكر الجيش الواقع بالقرب من مستشفى الشحر العام وكانت مصحوبة بتحليق لمروحية عسكرية فوقها بحسب ما نقله الزميل الاعلامي عبد الجبار باجبير عن سكان محليين بمدينة الشحر.

وأعتبر باجبير أن تلك التحركات العسكرية تأخذ شكلاً من استعراض القوة حول الغيل عبر مرورهم بأرياف الشحر وتفقد محيط المناطق النفطية والغازية التي تأتي على رأس قائمة أولويات مهامهم فيحضرموت.

 

تكاد تتفق جميع الآراء التي تقرأ وقائع الاحداث والتحليل للمسارات الجارية نحو عزم السلطات اليمنية بخاصة منها تلك القوى التي لطالما تطلعت إلى سدة الحكم وباتت قاب قوسين أو أدنى وترى بأن ولوجها عتبات حلمها بات محكوم عليه بالفشل بفرض تنامي احتجاجات الثورة الجنوبية.

الزميل خلدون الصبيحي الناطق الرسمي للحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب اشار إلى ان السلطات اليمنية حال عليها اليوم انتزاع اي موقف مؤيد للوحدة التي كانت ولم تدم في القلوب قبل العقول من هذا الشعب العظيم بحسب تعبيره.

و إزاء ذلك يرى الزميل خلدون الصبيحي ان السلطات اليمنية لم يعد لها سبيل للبقاء والتشبث بالجنوب والاستمرار في امتصاص دماء شعبه وثرواته، حد تعبيره، بعدما فشلت في مواجهة تنامي ثورته المطالبة باستعادة دولته الحرة المستقلة الا بان تعمد إلى اعادة ترتيب سبل ممارساتها المعهودة منذ اجتياحها واستباحتها لدولة الجنوب في حرب العام 1994م إلى الآن وهي تعيث في الارض الفساد تارة باغتيال الكوادر والنشطاء وتارة بالزج بهم في السجون وأخرى بترحيلهم للمنافي القسرية، دون أن تثمر بشيء.

وأضاف الزميل خلدون (وها هي تبدو اليوم في حالة الانتشار المفرط لقواتها الأمنية والعسكرية بذريعة القاعدة) والتي وصفها بـ( قاعدة علي محسن) لافتاً إلى كونها تتنقل بكل حرية من منطقة الى اخرى، وقال: (بالأمس القريب كانت في ابين ودمرتها وخرجت بفضل رجال الجنوب واليوم في حضرموت وغدا في شبوة وهي تعد العدة لذلك ولتدمير حضرموت وكل ارض الجنوب الطيبة، والتي تسعى لانتهاج سياسة الأرض المحروقة بحسب تعبيره.

وتذهب رؤية أخرى إلى أن دوافع هذا المخطط تأتي في سبيل الضغوط التي تمارسها هذه الجهات على دول الجوار خاصة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بشكل عام، بعد ان قدرت هذه الجهات بأن الوقائع الجارية بمؤتمر الحوار اليمني تسير نحو فقدانها للكثير من مصالحها، حيث بدأت تقلق من ظهور مؤشرات  التعاطف مع قضية الجنوب لدى الأطراف الراعية للمبادرة الخليجية.

الناشط الاعلامي الزميل سالم ثابت لم يستبعد ورود هذا الدافع وراء مخطط افراغ حضرموت أمنياً واغراقها بالحروب مع انصار القاعدة المفترضة.

و اشار إلى خبر بهذا السياق أوردته صحيفة (الأمناء) نقلا عن مصادرها الخاصة بأن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن قررت تسليم ملف الجنوب لروسيا وبريطانيا، كون البلدين تربطهما علاقة تاريخية مع الجنوب (بحسب الصحيفة).

وأضافت ان مصادرها اشارت إلى أن هذا التوجه الدولي أثار حفيظة القوى المتنفذة في العاصمة اليمنية صنعاء ، التي أصرت على توفير ضمانات حقيقية من مؤتمر الحوار بعدم انفصال الجنوب أو أي شكل من أشكال الفيدرالية.

وخلافا لذلك فإنه ليس أمامهم إلا ما سموه بقيام حرب لن تتوقف، في رسالة واضحة الى عدم قبول بغير الوحدة الاندماجية.

زر الذهاب إلى الأعلى